سارة أيمن Admin
عدد المساهمات : 5871 العمر : 27 الموقع : -------------- العمل/الترفيه : طالبة فصل : :'( المزاج : disappointed مزاجي اليوم : المهنة : الهواية : أوسمة العضو : نقاط : 30412 السٌّمعَة : 201 تاريخ التسجيل : 06/12/2008
| موضوع: هل أمتنا تستطيع؟ السبت فبراير 02, 2013 12:13 am | |
| هل أمتنا تستطيع ؟؟!!
زيارة الى المتحف الألماني: كنت في زيارة الى المتحف الألماني بمدينة ميونخ Deutsches Museum وكان في مخيلتي أنني ذاهب لأشاهد بعض الأثار والتحف أو الحفريات كما تعودت أن أرى في متاحفنا الزاخرة ولكنني بالفعل صدمت مما رأيت وكان وقع الصدمة على عظيم حيث تداخلت مشاعري وأستغرقت في صمت وحزن ولم أستطع أن أخفي غيرتي منهم وأسفى على ما نحن فيه في شتى المجالات.. فهؤلاء البشر عندما أرادوا أن يقيموا متحفاً يقدم لهم ويعرض إنجازاتهم يأخذوك في تطور تدريجى مما كانوا فيه من تخلف وبدائية الى ما أصبحوا فيه من علم وتقدم بينما متاحفنا تأخذك في رحلة من قمة التقدم والحضارة التى كان عليها أجدادنا الى التخلف والبلاهه التي أصبحنا عليها.. متحفهم هذا أصبح قبلة للأباء مصطحبين أبناءهم لا ليتفاخروا بما كانوا عليه في الماضي أو ليشاهدوا السياح ويتحرشوا بهم كما نفعل نحن لكنهم يأخذوا أولادهم هناك ليتعلموا وينشأوا على الفكر الألماني والتدرج والتطور الحضاري..يأخذهم المتحف من بداءية الأفكار الى أعلى درجات التكنولوجيا في بساطة وسلاسة.. فهناك قسم التعدين الذي يأخذك في جولة شبه حقيقية الى عدة مناجم تحت الأرض مبنية خصيصاً لغرض عرض تطورهم في هذا المجال فتشاهد في أول دخولك عرض للوسائل البدائية للحفر ونقل الصخور ثم يتطور الحال بينما تسير داخل متاهات المنجم شبه الحقيقي لترى بعض قليل حقبة أخرى من التطور حيث أدخلت بعض الألات واستخدمت وسائل نصف الية لتنفيذ الأعمال وهكذا حتى تصل الى عرض لأخر ما توصلوا اليه في تكنولوجيا التعدين... بعد الإنتهاء من الجولة داخل مجموعة المناجم ستجد صالة بها شاشات تعمل باللمس لعرض أفلام وثائقية وعلمية عن هذا التطور والتكنولوجيا المستخدمة... شعرت بعدها بالإرهاق الشديد فلقد تعودت على مدار سنوات الا أحرك عضلاتي الا عند الحاجة وأدخر طاقتي في صورة شحوم أثقلت جسمي وعقلى فتجدني أجيد فن الكسل فأجلس في العمل قدر المستطاع وأستخدم السيارة في كافة تنقلاتي حتى وإن كنت ذاهب للسوق الذي يبعد مثات الأمتار من البيت وعند عودتي أتحرى أقرب مكان من مدخل البيت لأوقف السيارة حتى لا أسير وأجلس في البيت لأشاهد التلفاز وتدور حياتي بين الكسل وانتظار الوقت المناسب لمزيد من الكسل.. بعض أن أخذت قسطاً من الراحة توجهت الى قسم أخر وهو قسم الألات فتجد عرض بنفس الطريقة من القديم للحديث في شتى المجالات فهناك قسم لألات الري وقسم أخر لألات الخراطة والمحركات هكذا .. وستجد بجانب كل اله صور توضيحية وشرح لكيفية العمل ثم تجد بعض الأزرار التي تمكنك من التحكم بالأله أو تشغيل الأله لتعرض لك طريقة العمل... تخيل معي أنهم يأخذون أطفالهم الى هذا المكان وهم في سن الخامسة ليطلعوا على هذه النظريات العلمية في تصنيع وتشغيل الألات بينما نحن منهمكون في تعليم أبناءنا كيفية اللعب على البلاي ستاشن او الأكس بوكس أو نتركهم لينعزلوا أمام شاشات التليفزيون. أعتقد أنك أنبهرت الأن وعلمت لماذا إنتابني الحزن ولكن دعني أقول لك.. أدخر إنبهارك فمازلنا في بداية الزيارة ولم تشاهد شيئاً بعد.. بعد أن إنتهيت من قسم الألات دخلت قسم التصنيع والذي يأخذك في رحلة علمية داخل مراحل التصنيع لكل شىء بدءاً من أسلاك الكهرباء مروراً بالمصابيح الكهربائية وإنتهاءاً بمحركات السيارات والطائرات والأجهزة الإلكترونية.. لا تعتقد أن هذا العرض مجرد صور من مصانع أو شرح نظري ولكنهم يعلمون أنك ربما يكون مجال خبراتك بعيد عن هذه التكنولوجيا فيبدأ معك بالتدريج في الشرح بصورة مبسطة فمثلاً عندما أراد أن يعرض التطور في مجال الليزر بدء في البداية بشرح مبسط لما هو الليزر وكيفة أستحثاثه وكيف بدءت فكرته ومن قام بأكتشافه ثم ينتقل بك الى أنواع الليزر ثم تطبيقاته المختلفة في شتى المجالات سواء في الصناعة أو الطب مع عرض لبعض الأجهزة التي بنيت على هذه النظرية ولم ينسوا بأن يقوموا بعمل أفلام علمية تستطيع أن تشاهدها للتعرف أكثر على هذه التكنولوجيا... طبق هذا المثال على كافة الصناعات وتخيل كم المعلومات التي ستخرج بها بعد زيارتك لمثل هذا المعرض.. لم أنتهي بعد فهناك العديد من الأقسام مثل صناعة السفن ومعدات الإبحار وكذلك قسم صناعة الطائرات والصواريخ وهناك القسم الأشد إبهاراً والذي جعلني أبكي على السنوات التي إضعتها في التعليم وهو قسم التكنولوجيا الحديثة والذي يعرض احدث ما توصل إليه الألمان في العلوم الحديثة كالنانو تكنولوجي وعلوم الجينات وعلوم لم أستطع أن أستوعبها... فتجد المكان مقسم للوحات عرض زجاجية تفاعلية تعمل باللمس بها مجسمات كاملة للموضوع الذي يريدون عرضه فيطلب منك أن تلمس المسطح الزجاجي فيبدأ المجسم في التفاعل معك ويعطيك صورة عامة عن هذا الموضوع ثم يطلب منك أن تختار الموضوع الفرعي الذي تريد مزيد من المعلومات عنه وهكذا تتوسع حتى تستوعب الفكرة والنظرية المبني عليها ثم تجد هناك مفاتيح عند الضغط عليها يتم تشغيل عرض توضيحي للمجسم... فمثلاً تجدهم يشرحون ما هو ال DNA ثم يعرض مجسم كامل لنموذج متسلسل من ال DNA ثم يشرح كيفية المطابقة بين عينات مختلفة وكيفة استخدام ذلك لاثبات النسب ثم يعقد مقارنات بين ال DNA لكائنات مختلفة ويستعرض تطبيقات تكنولوجيا الجينات في الزراعة والثروة الحيوانية وهكذا... نفس الأمر بالنسبة لتكنولوجيا الفيزياء الدقيقة فيستعرض النظريات والشرح والتطبيقات وما هو متوقع في المستقبل من هذه التقنيات... بعد إنتهائي من هذا القسم جلست طويلاً في الإستراحة المجاورة وأنا أتأمل الأطفال الشغوفين للمعرفة بصحبة أباءهم وكيف يتواصل معهم أباءهم ويشرحون لهم العلوم في هذه السن المبكرة وتذكرت تعليمي في كلية الهندسة وكيف أنني لم أرى أي من أجهزة الأتصالات والتصنيع الإلكترونية التي كنا ندرسها نظرياً طوال فترة دراستي وحتى تخرجي وكيف كنا نحفظ العلم ونتقيأه في ورقة الإجابة ثم ننساه. حزنت وما زلت ولكنني لم أحبط بعد.. فسأتخذ هذه الزيارة كتحدي وسأقوم بعمل ما في وسعي لتطوير نفسي أولاً ثم تنشأة أبنائي وتعليمهم بطريقة مماثلة لما رأيته قدر المستطاع... فإن كنا لم يتم إستثمارنا بالشكل الأمثل ولم يكن لدينا الوسائل ولا المقدرة على تحقيق التقدم فعلى الأقل يجب أن نبدأ بأبناءنا ونجهزهم لبناء مصر المستقبل ... "بالعلم مصر تستطيع" ايمن صلاح ميونخ-المانيا في 30 يناير 2013
منقولة من صفحة أصدقاء مدينة زويل | |
|