قال السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ان الاتصال الذي أجراه الرئيس مبارك الاحد مع الرئيس الاسرائيلي ، كان فيما يبدو متعلقا باستفسار الرئيس مبارك عن صحة بيريز الذي حدثت له وعكة صحية مؤخرا، وليس اتصال خاص بعملية السلام.
وأستطرد قائلا ان بيريز يعتبر في اسرائيل أكثر من مجرد كونه رئيس الدولة "والذي يعد منصبه هناك شرفي" ، لافتا إلى أن بيريز له أفكاره التي قد نتفق أو نختلف معها ونناقشه فيها.
واوضح زكي ان الاتصالات التي تجريها مصر مع إيهود باراك، تأتي من منطلق أن باراك شخصية سياسية وسبق له أن تولى رئاسة الحكومة وكان له جهد فيما يتعلق بعملية السلام ..وأيضا لتوليه للمرة الثانية على التوالي وزارة الدفاع ، وبالتالي يتحكم بوصف كونه وزيرا الدفاع في كل الأوضاع الخاصة بالأرض وما يتعلق بتعامل المستوطنين وكذا التعامل مع الشعب الفلسطيني خاصة وان الجيش الاسرائيلى يتحكم في الكثير.
أكد السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ان الاتصالات التي تجريها مصر مع كافة أطراف العملية السياسية في اسرائيل تهدف لإحداث التوازن السياسي داخل الحكومة الاسرائيلية ممايتطلب أن تبقي دائما قنوات اتصال مفتوحة مع
أبرز القادة الموجودين في التحالفات الحكومية الاسرائيلية.
وأوضح ..أن العلاقات بين مصر واسرائيل لا يمكن أن نخرجها بعيدا عن السياق العام المتمثل في الجهد الكبير الذي يبذله الجانب الأمريكي منذ بداية تولي الرئيس باراك أوباما لمنصبه في مسألة إعادة الجهود والعملية التفاوضية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لا
سيما وأن مصر ألت على نفسها أن تدعم هذا الجهد الأمريكي بعدما شعرت بمصداقيته وما يمكن أن يقدمه لمصلحة القضية.
وأضاف زكي أن مصر لا تستطيع دعم هذا الجهد بانعزال عن الجانب الاسرائيلي الذي يعد طرفا أصيلا في هذا الموضوع، ومن ثم مصر تحافظ على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة معه على كافة المستويات.
وشدد المتحدث على انه من الخطأ أن يطالب البعض بوقف الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي كون تلك اللقاءات لا تحقق نتائج إيجابية بالدرجة التي نرضى عنها، لا سيما وأن الفلسطينيين هم المضارين من توقف عمل قنوات الاتصال.
واكد زكى - في مقابلة مع برنامج "وراء الأحداث " الذي يقدمه الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام ، وبثته القناة الأولى الاثنين ــ أن إطلاق المبادرة الأمريكية لعملية السلام في الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة مشروط بحسن النوايا
الاسرائيلية وجدية الأمريكيين وتماسك الفلسطينيين.
واوضح السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ان علاقة مصر مع اسرائيل تحكمها معاهدة ولها نمط محدد أوضحه الرئيس حسني مبارك في أكثر من مناسبة، وهو أن مصر لها مصالحها مع الجانب الاسرائيلي والجانب الاسرائيلي له مصالحه مع مصر وسوف نرعى مصالحنا ونصونها وننميها قدر الامكان لمصلحة المجتمع والشعب المصري.
وأكد أن مصر ليس لديها ما تخفيه فيما يتعلق برؤيتها للسلام وأن ما تقوله في السر تقوله في العلن لكافة الأطراف سواء لاسرائيل أو لغيرها.
واوضح أن زيارة نيتانياهو لمصر كانت تهدف لانهاء حالة الركود الذي تعانيه عملية السلام وإعادة المسار التفاوضي للعمل مرة أخرى، لا سيما بعد التطورات السياسية التي حدثت في اسرائيل على مدار الأشهر الماضية بعد انتهاء ولاية حكومة أولمرت ووصول
الحكومة اليمينية الحالية للحكم.
ونوه زكى إلى أن هناك حاجة لزيارة " نيتانياهو " بوصفه أعلى سلطة في بلاده، لكي يستمع إلى الرئيس حسني مبارك ، ونتعرف منه أيضا على خططه بالنسبة للسلام، لا سيما وأن المرحلة الحالية سوف تشهد الأفكار الأمريكية لعملية السلام في المنطقة، وهو يريد
أن يستبق هذا بالحوار مع مصر على أعلى مستوى والتي يعلم أن لديها رؤية واضحة فيما يتعلق بجهود السلام.
ودعا الجانب العربي والفلسطيني إلى الاستفادة من الزخم الامريكي الجاد ودعمه إلى أقصى حد ممكن فيما يتعلق بعملية بناء المستوطنات ، مشيرا إلى أن ربط التفاوض بتجميد بناء المستوطنات بعنصر زمني مشترك يضع الجانب الاسرائيلي في حرج.
وأشار فى هذا الصدد إلى أنه في عام 1978 كان عدد المستوطنين اليهود الاسرائيليين في الضفة الغربية والقدس الشرقية لم يكن يتجاوز 25 ألف مستوطن ، وصل بعد 30 عاماإلى ما يقارب نصف مليون مستوطن ومن ثم لا يمكن ونحن في عام 2009 أن نعول
على عنصر الزمن في حل القضية، لأن الوقت لن يحل القضية بل سوف يعقدها أكثر مما هي عليه الآن ويجعل الاحتلال مستمرا.
المصدر: وكالة انباء الشرق الاوسط.