الخلاص من الأمراض والنجاة بالإيمان الصحيح

الخلاص من الأمراض والنجاة بالإيمان الصحيح
إنَّ الإيمان الصحيح بالله عز وجل ومعرفته معرفة صحيحة بمعرفة أسمائه الحسنى وحب نبيه الهادي مع سائر المرسلين المتفقين معه في هداية الناس وتوجيههم إلى الباري عز وجل ، هذا الإيمان الذي يَقِرُ بالقلب ويصدقه العمل كشاهد على صحته وثبوته في لباب القلب مقر العقل والحكمة والمشاعر العاطفية ، يشفي النفس الإنسانية من عللها كلها وبالتالي لن تكون هناك أمراض مسببة للتوتر النفسي ومنها القلق والهلع والخوف.. لأنه سيجد الله ورسوله مؤنساه في الداخل ..
إنَّ شفاء النفس من تقلقلها ، وحدوث استتبابها يلغي أو يشفي معظم أو جميع الأمراض التي أصبحت معروفة بالأمراض النفسية الجسدية psychosomatic ، كتشنجات القولون والقرحات الهضمية وبعض الأمراض التحسسية الجلدية والمناعية ..
ولكن الإيمان الصحيح يطالب بدوام الصلاة والعمل الصالح وبدفع الصدقات إلى المحتاجين من أولي الرحم والغرباء .. وبذلك تحدث تقوية النفس وارتقائها العلمي الخلقي ، والترابط الاجتماعي الذي يسحب كثيراً من التوترات النفسية أيضاً وتصل إلى الاطمئنان بجنب الله ، وتكون صفتها مطمئنة..
كما يجب أن نعلم حقيقة مهمة هي علامة من علامات الإيمان الناجع الذي ينجي ويخلص حقاً من الأمراض وتتمثل هذه الحقيقة بضرورة الكفر بالطاغوت أي بكل ما له علاقة بالظلم وقتل الأبرياء وكل من يدعو إلى الكفر بالله عز وجل وبتشريعه الحنيف .
أي يجب سد منافذ الأوساخ والأدران التي تدخل إلى القلب الذي يجب أن يكون محصناً منها قاطعاً كل علاقة بكل رموز الطاغوت ليكون إيمانه خالصاً لله عز وجل ( إنَّ الله تعالى طيب ولا يقبل إلا طيباً) .

(لا إكراه في الدين ، قد تبين الرشد من الغي ، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم)- البقرة

فالأمور مترابطة لا يمكننا طبياً أن نعطي دواء دون تحديد الوجبة الغذائية المناسبة له والامتناع عن كل طعام آخر يتلف هذا الدواء فإذا دخلا معاً لن يكون لهذا الدواء أي فائدة في الخلاص من المرض .
ورد في الأثر : أن الشخص في المشرق الذي يوافق على عمل شخص في المغرب ويرضى به فهو معه شريك ، ولذلك يجب ألاَّ ترضى عن أي عمل لا يرضي الله ورسوله ليكون إيمانك خالصاً منجياً ومنقذاً من الأمراض ، وتكون نفسك راضية مرضية تدخل في عباد الله .. عباد الرحمن .. تدخل في رحمة الله التي وسعت كل شيء .(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)-الفجر .
احفظوا هذه الآية الكريمة من سورة البقرة وطبقوها .. عندئذ ستجدون صدقها ، وتندرجون ضمن الآية الآية الكريمة الثانية من سورة الفجر ، وبذلك تتخلصون من جميع الأمراض وتنالون سلامة القلب ، وأنا ضامن بصدق هذه الآيات الكريمة.
هي الميزان الذي يزان به العمل الذي يؤدي إلى الاستمساك بالعروة الوثقى المنجية من الأمراض النفسية والجسدية والمهلكات الربانية .
بكل حرية واقتناع .. ودون إكراه .. تظهر لك الحقيقة وأهمية الكفر بالطاغوت قبل الإيمان ، فإذا برء القلب من حب الظلم وأهله فإنه يصبح صالحاً لدخول الإشراقة الإيمانية الإلهية ، وبها يتم شفاء كل الأمراض الجسدية والنفسية وهو الشافي البارئ المصور له الأسماء الحسنى .
واعلم أخي المؤمن أن أضعف درجات الإيمان الإنكار القلبي لما يغضب الله عز وجل ، ودون هذه الدرجة ليس إلا الكفر والعياذ بالله ، وهي لا تتطلب إلا ما ذكرناه من تصرف وعلم . وهو بالصدق هين .
سبحان الله العظيم وبحمده .. سبحان الله .
منقول

جـزاك الله خيراً