دعا الرئيس الامريكي باراك اوباما امس الى «عهد جديد من الارتباط» مع العالم متعهدا بالعمل مع الدول الاخرى في الوقت الذي يدافع فيه عن مصالح الولايات المتحدة.
وقال اوباما في اول خطاب له امام الجمعية العامة للامم المتحدة « لقد وصلنا الى لحظة حاسمة. الولايات المتحدة تقف مستعدة لبدء صفحة جديدة من التعاون الدولي .. تعاون يقر بحقوق ومسؤوليات كل الدول» .
ودعا أوباما زعماء العالم للانضمام اليه قائلا ان الولايات المتحدة لا يمكنها تحمل المسؤوليات وحدها، وقال أوباما "هؤلاء الذين اعتادوا دفع أمريكا للعمل وحدها في العالم لا يمكنهم الآن الانتظار حتى تحل أمريكا مشاكل العالم وحدها».
واضاف أن الاستياء مما يعتبره البعض سياسة منفردة للولايات المتحدة أدى إلى «عداء شبه تلقائي للأمريكيين» ومثل في كثير من الاحيان مبررا للتقاعس الجماعي عن العمل، وتابع أوباما إنه سيسعى للتوصل إلى اتفاق جديد مع روسيا بشأن خفض الأسلحة النووية وقال إن الدول التي ترفض الوفاء بتعهداتها بشأن عدم الانتشار النووي يجب أن تواجه عواقب ذلك.
ووجه اوباما انتقادات للامم المتحدة وقال انه «مما يدعو الى الحزن ولكن ليس الى الدهشة، ان هذه المنظمة تحولت في كثير من الاوقات الى منبر لزرع الخلاف بدلا من بناء ارضيات مشتركة»، واضاف «من السهل الحضور الى هذا المنبر والاشارة باصابع الاتهام والتحريض على الفرقة. لا شيء اسهل من القاء اللوم في مشاكلنا على الاخرين، واخلاء انفسنا من مسؤولية خياراتنا واعمالنا».
وفي تذكير بالمخاطر التي تحيق بالعالم في المدينة التي لا تزال تحمل اثار هجمات 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي، حذر اوباما من الثمن الباهظ الذي يمكن ان يدفعه العالم اذا لم يتحرك الزعماء ضد المتشددين، وقال الرئيس الاميركي «فكروا في المسار الذي سنكون عليه اذا فشلنا في مواجهة الامر الواقع. سيزرع المتطرفون الرعب في جيوب في العالم. والنزاعات المطولة ستستمر».
واضاف ان ذلك سينتج عنه «الابادة والفظائع الجماعية، وعدد متزايد من الدول التي تمتلك اسلحة نووية. وجبال ثلجية ذائبة وشعوب منهوبة. وفقر مستمر وامراض منتشرة».
وقال أوباما إن الشهور الاثني عشر القادمة ستكون حاسمة بالنسبة الى جهود تعزيز معاهدة حظر الانتشار النووي وتعهد بالسعي نحو إخلاء العالم من الأسلحة النووية، واضاف «إذا اختارت حكومتا ايران وكوريا الشمالية تجاهل المعايير الدولية .. إذا عمدت كل منها الى تقديم السعي من أجل الأسلحة النووية على الأمن والاستقرار الاقليمي وفرص شعبيهما .. إذا تجاهلتا مخاطر تصعيد سباق التسلح النووي في كل من شرق آسيا والشرق الأوسط فعندئذ يجب محاسبتهما. يجب أن يقف العالم متحدا لإظهار أن القانون الدولي ليس مجرد وعد فارغ المضمون وان الاتفاقيات ستنفذ».
وتابع أوباما انه لن يكل في مسعاه من أجل تحقيق السلام في المنطقة، وقال «حان الوقت من أجل استئناف المفاوضات -دون شروط مسبقة- لبحث قضايا الوضع الدائم : الأمن للاسرائيليين والفلسطينيين والحدود واللاجئين والقدس. الهدف واضح دولتان تعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمن .. دولة اسرائيل اليهودية مع أمن حقيقي لجميع الاسرائيليين ودولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة على أراض متصلة بما ينهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967 وتحقيق وجود الشعب الفلسطيني».