طالب الدكتور حاتم الجبلى وزيرالصحة منظمة الصحة العالمية بإسراع وتيرة الجهود نحو اعتماد اللقاحات الجديدة لفيروس (ايه إتش 1 إن 1) المعروف باسم أنفلونزا الخنازير فى أقرب وقت ممكن، وتأكيد سلامتها وأمانها وفاعليتها، والاستمرار فى متابعة ومراقبة أعراضها الجانبية المحتملة.
جاء ذلك فى كلمة وزير الصحة الاثنين أمام اجتماع الدورة السادسة والخمسين للجنة الإقليمية لشرق المتوسط بمنظمة الصحة والذى يعقد بمدينة فاس بالمغرب ويستمر على مدى 4 أيام.
وأكد الجبلى أن الأوضاع الراهنة الخاصة بانتاج اللقاحات والأدوية المضادة للفيروس وآلية توزيعها والتحقق من سلامتها وأمانها لا تلبى مصالح الدول النامية والأقل نموا ، ولا تضمن حقوق شعوبها فى الحصول على هذه الأدوية واللقاحات بكميات وبأسعار مناسبة.
وقال إن هذه الأوضاع غير العادلة الخاصة بانتاج وتوزيع لقاحات الانفلونزا (ايه إتش 1 إن 1) تمثل انتهاكا صارخا لمبادىء ومواثيق الأمم المتحدة ومنظمة الصحة وحقوق الإنسان الصحية ، والتى تمثل التزاما دوليا على الجميع ، وتؤكد بصورة واضحة لا لبس فيها على العدالة والمساواة وعدم التمييز بين جميع الدول والشعوب والمجتمعات.
وأضاف أن مطالبنا العادلة فى هذا الصدد تتمثل فى خلق موارد جديدة وآليات تمويل ميسرة لمساعدة الدول النامية والأقل نموا على توفير لقاحات وأدوية لمواطنيها إضافة إلى تطوير آليات توزيع أكثر عدالة وشفافية للانتاج العالمى من اللقاحات بما فى ذلك تخصيص حصة أو نسبة من هذا الانتاج لحساب الدول النامية والأقل نموا.
وأكد الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة ضرورة التحسب والاستعداد جيدا لكافة احتمالات تطورات وباء أنفلونزا الخنازير ، قائلا "إننا نتعامل مع فصيل جديد لفيروس الأنفلونزا للتحور ليصبح أشد خطورة على صحة الإنسان واستطاع الانتشار خلال فصول الصيف بسرعة تفوق سرعة انتشار الانفلونزا الموسمية مما أدى إلى إصابة فئات بشرية متنوعة وعلى رأسها الشباب وصغار كما أنه قادر على إحداث تأثير ملموس على الأنشطة الاقتصادية والانتاجية والاجتماعية والتعليمية فى المجتمع".
ونوه بأن الخطة المصرية لمكافحة الوباء نجحت حتى اليوم فى تحقيق أهدافها ، فقد نجحت إجراءات الحجر الصحى فى تأجيل دخول الوباء لمصر لمدة شهرين تقريبا منذ بداية ظهوره عالميا حيث تم تأكيد إصابة الحالة الأولى بمصر فى أول يونيو 2009.
وأشار إلى أن حملات التوعية المكثفة فى مختلف وسائل الإعلام نجحت فى رفع وعى المواطنين بشأن الوباء وإجراءات التعامل مع المرض وتفعيل دورهم كخط دفاع أول لمقاومته.
وأوضح أن الإحصائيات تشير إلى موقع مصر المتقدم دوليا فى مجال مكافحة الوباء وانخفاض معدلات الإصابة والوفيات الناجمة عنه فى مصر مقارنة بإقليم شرق المتوسط والعالم حيث تبلغ نسبة الإصابات فى مصر 3ر0% من إجمالى الإصابات فى العالم، ويبلغ معدل الوفيات فى مصر 2ر0% وذلك مقارنة ب 22ر1% على مستوى العالم.
وأرجع الجبلى النجاح المصرى والفاعلية فى التصدى للوباء إلى الخبرة المصرية المكتسبة من مواجهة أنفلونزا الطيور والتنسيق الكامل والوثيق بين مختلف أجهزة ووزارات الدولة المعنية وحرص وزارة الصحة المصرية على الالتزام بالشفافية الكاملة والصراحة فى الإعلان عن حقائق الوباء وتطوراته.
ولفت الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة إلى أن أنفلونزا الطيور (إتش 5 إن 1) يعتبر أكثر خطورة على صحة الإنسان من أنفلونزا الخنازير ايه (إتش 1 إن 1)، حيث تبلغ معدلات الوفيات الناجمة عن الإصابة بأنفلونزا الطيور 59% بينما تبلغ معدلات
الوفيات الناجمة عن الإصابة بانفلونزا الخنازير حوالى 2ر1%.
وقال الجبلى إننا فى مصر عانينا من وطأة الموجة الأولى لفيروس أنفلونزا الخنازير وتكبدنا تكاليف جسيمة فى أوقات اقتصادية صعبة تعانى فيها دول الإقليم والعالم من انعكاسات الأزمة المالية العالمية ، ولولا الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية التى سارعت السلطات الصحية المصرية باتخاذها منذ اليوم الأول لظهور الوباء فى الأمريكتين لكانت التكاليف أكبر والعبء الصحى والاقتصادى أعظم.
وأضاف أنه منذ إعلان التفشى الوبائى لفيروس (ايه إتش 1 إن 1) بالمكسيك فى نهاية أبريل الماضى بادرنا باتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الوقائية للتأهب والتصدى للخطر القادم ، والتزمنا بارشادات منظمة الصحة فتم رفع درجة الاستعداد القصوى بالمطارات والموانىء وتشديد إجراءات الحجر الصحى ومتابعة القادمين من الدول التى شهدت حالات الإصابة.
لقاحات لانفلونزا الخنازير
وأشار إلى أنه تم إعلان حالة التأهب وتنشيط الترصد الوبائى للمرض بكافة المنشآت الصحية الوطنية بالإضافة لتدعيم المخزون الاستراتيجى لعقار التاميفلو ، وتوفير المعدات المعملية اللازمة للتشخيص.
وشدد الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة على أهمية قيام منظمة الصحة بتعديل المراحل الست للجائحة لتعكس شدة وضراوة الفيروس المسبب للوباء إلى جانب انتشاره الجغرافى ، مشيرا إلى أن مصر طرحت هذا المطلب منذ بداية الأزمة وبادرت بتطوير مقياس لشدة الجائحة وتشاورت بشأنه مع العديد من الدول خلال مؤتمر كانكون الوزارى فى يوليو الماضى.
وقال الجبلى إن مصر ستستمر فى إثارة هذا الموضوع ضمانا لحق الشعوب والمجتمعات فى معرفة مختلف الحقائق والأبعاد الخاصة بالأوبئة العالمية وتأثيرها على الصحة العام.
وفى ختام كلمته ، أكد وزير الصحة أن مصر سوف تواصل التنسيق مع دول الإقليم والمجموعات الجغرافية المختلفة وتقديم خبراتها والدروس المستفادة مع الاستمرار فى دعم جهود منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة لمواجهة الوباء وفقا لمبادىء العدالة والإنصاف والمساواة بين جميع الدول والشعوب والمجتمعات.
المصدر: وكالة انباء الشرق الاوسط.