محمد عبده
من أشهر رواد الإصلاح والتجديد في الأزهر الشريف في القرن التاسع عشر، استهدفت رسالته ثلاثة أمور: إصلاح الدين وإصلاح اللغة والأدب والإصلاح السياسي.
وُلد محمد بن عبده بن حسن خيرالله ـ والذي اشتهر باسم محمد عبده في عام 1849، بمدينة محلة نصر ـ شبراخيت ـ البحيرة. تعلم القراءة والكتابة في منزل أبيه، وحفظ القرآن الكريم وهو في سن العاشرة، ثم أرسله والده إلى طنطا عام 1862 لتجويد القرآن في مسجد السيد أحمد البدوي.
قضى محمد عبده سنةً ونصف في تلقي دروس العلم، ولكنه كان لا يفهم شيئاً؛ لصعوبة الكتب التي تُدرّس ورداءة طرق التعليم المتبعة، فانصرف عن الدرس يائساً من التعلم والنجاح، وعاد إلى بلده حيث عمل بالزراعة، لكن والده أصرّ على عودته مرة أخرى إلى المسجد الأحمدي. وفي 1866 انتقل إلى القاهرة حيث التحق بالجامع الأزهر، حيث التقى بجمال الدين الأفغاني، وأيد الدعوة التي أطلقها للإصلاح.
وفي عام 1877 نال الشهادة العالمية، وبعد تخرجه في الأزهر عمل بالتدريس فيه، وبعد ذلك عُيِّن أستاذاً بدار العلوم 1879 ثم فصل، وفي 1880عهد رياض باشا إلى محمد عبده بمهمة إصلاح جريدة الوقائع المصرية، ومكث في هذا العمل نحو ثمانية عشر شهراً، نجح أثناءها في أن يجعل من الجريدة منبرا للدعوة للإصلاح، والعناية بالتعليم.
وبعد قيام الثورة العرابية، اتُّهِمَ محمد عبده بالتآمر مع رجالها، فقُبض عليه، ونفي إلى سوريا عام 1883، ثم اتجه إلى باريس وعمل هو والأفغاني على تأسيس جمعية وجريدة أسبوعية بعنوان "العروة الوثقى"، أخذت على عاتقها مناهضة الاحتلال الأجنبي فأغلقتها السلطات هناك، ثم عاد إلى بيروت 1885 وعمل بالتدريس في المدرسة السلطانية، ثم عاد إلى مصر عام 1888، وعُين قاضيا في المحاكم الأهلية الابتدائية، مستشارا في محكمة الاستئناف بالقاهرة.
حين وجد محمد عبده أن المراجع العربية غير كافية في القانون شرع في تعلم اللغة الفرنسية وهو في الأربعين من عمره وأتقنها. ثم عهد إليه الخديوي عباس حلمي بإصلاح الأزهر الشريف والأوقاف، ولكن جهوده اصطدمت بعدد من علماء الأزهر فاضطر للاستقالة من مجلس إدارة الأزهر عام 1905.
تولى محمد عبده منصب الإفتاء عام 1899. وكان من أوائل المؤسسين للجمعية الخيرية الإسلامية التي كانت تهدف إلى إعانة العاجزين من المسلمين عن الكسب بالمال، وكان ينوي إنشاء معهد ديني جديد يطبق فيه نظريته للإصلاح ولكنه توفي قبل أن يتم مشروعه، حيث كان يقيم بمنزل أحد أصدقاءه برمل الاسكندرية.
توفي محمد عبده في 11/7/1905.
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول