دخلت الأزمة السياسية فى قرغيزستان منعطفاً جديداً، أمس، حيث تصاعدت حدة المواجهات بين أنصار المعارضة الذين يطالبون باستقالة الرئيس كرمان بك باكييف، متهمين نظامه بالفساد والسعى إلى إسكات وسائل الإعلام المستقلة، وقوات الأمن. ففى العاصمة بشكيك، لقى نحو ٥٠ شخصاً على الأقل مصرعهم وأصيب ١٤٢ آخرون فى صدامات لدى محاولة متظاهرين اقتحام مقر الرئاسة، بينما لقى وزير الداخلية القرغيزى مولود موسى كونجانتيف مصرعه فى بلدة تالاس شمال غرب البلاد، بعدما حاصره متظاهرون وانهالوا عليه ضرباً - بحسب مصدر فى الوزارة.
وكان ما بين ٣ إلى ٥ آلاف من أنصار المعارضة القرغيزية توجهوا أمس فى مظاهرة نحو القصر الرئاسى فى العاصمة بشكيك فى محاولة لاقتحامه، حيث دارت قبل ذلك بقليل صدامات بينهم وبين الشرطة التى اعتقلت عدداً من قادة المعارضة. وقال مسؤولون بخدمات الطوارئ إن ٥٠ شخصاً قتلوا وأصيب ١٤٢ آخرون على الأقل، وذلك بعد وقوع اشتباكات بين محتجين وقوات الأمن، التى أطلقت الغاز المسيل للدموع وألقت قنابل ضوئية لتفريق الحشد الذى يطالب باستقالة الرئيس، فى حين لا يعرف مكان وجود باكييف.
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن المتظاهرين انطلقوا من مقر المعارضة، حيث دارت قبلها بقليل مواجهات بينهم وبين شرطة مكافحة الشغب، وساروا فى مظاهرة ضخمة نحو القصر الرئاسى وسط المدينة.
وخلال الصدامات التى دارت فى وقت سابق بين شرطة مكافحة الشغب والمتظاهرين الداعين إلى استقالة باكييف قرب مقر المعارضة فى بشكيك، وعددهم تقريبا ٤٤٠ شخصاً، عمدت الشرطة إلى إطلاق قنابل صوتية وغازات مسيلة للدموع على المتظاهرين، والذين ردوا برشق الشرطة بالحجارة وهاجموا سيارات قوات الأمن بالعصى.
ولاحقاً، تراجعت الشرطة وتحصنت فى مبنى بمقر المعارضة، فحاصر المتظاهرون الشرطيين، رافعين أعلاماً زرقاء وداعين الرئيس باكييف إلى الاستقالة، بينما اقتاد المتظاهرون ٢ من رجال الشرطة خارج المبنى وانهالوا عليهما بالضرب، وقال سكان بشكك إنه تم وقف الدخول على شبكة الإنترنت فى معظم المنازل فى المدينة، وأضافوا أن الشرطة طوقت الطريق الرئيسى بين بلدة تالاس والعاصمة بشكك بالكامل، فيما سيطر مئات المتظاهرين من أنصار المعارضة على مقر التليفزيون فى بشكك وتوقف بث جميع المحطات.
واقتحم حوالى ألف شخص مكتب المدعى العام فى بشكيك وحطموا نوافذه وهشموا معداته، واحتلوا البرلمان ومقر النيابة العامة الذى اشتعلت فيه النيران، فيما احتجز متظاهرون نائب رئيس الوزراء القرغيزى فى مدينة تالاس. وبينما قال المعارض من حزب اتا متين ايبك محمدوف إن «السلطات تستفز الشعب.
إنه شعب عادى يريد مستقبلا أفضل وبالتالى يكافح من أجل الحرية»، أعلن رئيس وزراء قرغيزستان دانيار أوسينوف فرض حالة الطوارئ فى عموم البلاد، واتهم المعارضة بمحاولة تنظيم «انتفاضة مسلحة»، قائلاًً إن «السلطات لن تسمح بهذه الأعمال التدميرية وكل محاولة من هذا النوع ستقمع بقوة وسيعاقب الضالعون فيها».
وفى نارين بوسط قرغيزستان، أكد شهود أن نحو ألف متظاهر سيطروا على مقر الإدارة المحلية بعد أن رفض الحاكم مقابلتهم. وتأتى هذه الاحتجاجات بعد يوم واحد من وقوع أعمال شغب فى بلدة تالاس (شمال غرب)، حيث اقتحم نحو ١٥٠٠ شخص، أمس الأول، مقر الإدارة الإقليمية فى البلدة واحتجزوا حاكماًَ إقليمياً رهينة لعدة ساعات.
ومن جانبهم، رد المسؤولون فى بشكك على الاضطرابات، أمس الأول، باعتقال عدد من زعماء المعارضة، بمن فيهم رئيس البرلمان سابقا عمر بك تيكيباييف والمرشح السابق فى الانتخابات الرئاسية الماز بك حاتمباييف، وتوعدوا باستخدام القوة للسيطرة على أى اضطرابات.
وكان الائتلاف المعارض «الحركة الشعبية الموحدة» دعا، الاثنين الماضى، إلى مظاهرات فى جميع أنحاء البلاد ضد باكييف، الذى تولى السلطة قبل ٥ سنوات عقب ثورة تخللتها أعمال عنف واعدا بدمقرطة قرغيزستان، لكن من حينها التحق معظم رفاقه بالمعارضة، متهمين إياه بالاستبداد والمحسوبية
المصري اليوم
لا اله الا الله
شفتوا الفساد بيعمل ايه
بجد حاجة لا تصدق