[نصر أكتوبر أعاد سيناء لحضن الوطن ]لم تكد تمر سوى شهور قليلة على هزيمة يونيو واحتلال سيناء في 1967 ، وإلا وفوجئت إسرائيل في 1968 بانطلاق حرب الاستنزاف
التي نقلت الاستراتيجية العسكرية المصرية من مرحلة الصمود إلى مرحلة الردع ، وتستمر مشاهد البطولة حتى السادس من أكتوبر عام 1973 ،
عندما بدأ العبور العظيم وتجلت أعظم ملاحم الشجاعة والفداء في حرب خاضتها مصر كلها قلبا وقالبا فى مواجهة إسرائيل ، وتزلزل الكيان الصهيوني
وقضت مصر علي أسطورة الجيش الذي لا يقهر باقتحامها لقناة السويس أكبر مانع مائي واجتياحها لكامل نقاط خط بارليف وسيطرتها خلال ساعات
قليلة علي الضفة الشرقية لقناة السويس بكل نقاطها وحصونها ثم إدارتها لقتال شرس في عمق الضفة الشرقية وعلى الضفة الغربية للقناة .
وسارعت أمريكا لإنقاذ حليفتها إسرائيل وتدخل مجلس الأمن الدولى لإنهاء المعارك ، وتوقف القتال تماما يوم 28 أكتوبر 1973 بعدما أدركت إسرائيل
أنها خسرت المعركة وأن الجيش المصري متمسك بمواقعه التي حررها من إسرائيل ووافق الكيان الصهيوني على قبول وقف إطلاق النار والدخول فورا
في مباحثات عسكرية للفصل بين القوات لتبدأ مراحل المفاوضات من خيمة الأمم المتحدة في الكيلو101 طريق القاهرة ـ السويس وهي المسيرة التى استمرت حتى التحرير الكامل للأرض .
شهدت عملية الانسحاب من سيناء ثلاث مراحل أساسية ، وكانت المرحلة الأولي النتيجة العملية المباشرة للحرب وانتهت في عام1975
بتحرير8000 كم مربع وقد تم خلال هذه المرحلة استرداد منطقة المضايق الإستراتيجية وحقول البترول الغنية علي الساحل الشرقي لخليج السويس.
ثم نفذت المرحلتان الثانية والثالثة في إطار معاهدة السلام(1979 ـ1982) وتضمنت المرحلة الثانية انسحابا كاملا من خط العريش - رأس محمد
والتي انتهت في يناير1980 وتم خلالها تحرير32000 كم مربع من سيناء ليصبح إجمالي الأراضي المحررة40000 كم مربع وتمثل ثلثي مساحة سيناء
أما المرحلة الثالثة والأخيرة ، فقد أتمت خلالها إسرائيل الانسحاب إلي خط الحدود الدولية الشرقية لمصر وتحرير21000 كم مربع من سيناء ،
وكان هذا في يوم 25 إبريل1982 حيث تم تحرير كل شبر من سيناء فيما عدا الشبر الأخير ممثلا في مشكلة طابا التي أوجدتها إسرائيل في آخر أيام
انسحابها من سيناء وقام الرئيس حسني مبارك فى 25 إبريل عام 1982 برفع العلم المصري فوق سيناء بعد استعادتها من المحتل الإسرائيلي.
وقد استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير طابا سبع سنوات من الجهد الدبلوماسي المكثف وانتهت باسترداد الشبر الأخير من أرض سيناء,
ورفع عليه الرئيس مبارك علم مصر في مارس1989 بعد إزالة الوجود الإسرائيلي من المنطقة ، لتكتمل مسيرة نضال شعب دامت خمسة عشر عاما.
ذكرى غالية[الرئيس السادات صاحب قرار الحرب والسلام]تخليدا لتلك الفترة ، تقرر أن يكون 25 إبريل من كل عام عطلة رسمية تقام خلالها احتفالات كبيرة بذكرى اندحار الاحتلال عن كامل التراب الوطنى
في أرض الفيروز ، وتبدأ مع قيام الرئيس حسني مبارك بوضع إكليل من الزهور علي النصب التذكاري للجندي المجهول وعلي قبر الرئيس الراحل
محمد أنور السادات وقراءة الفاتحة ترحما علي أرواح الشهداء ، ثم يوجه الرئيس مبارك بعد ذلك كلمة للشعب المصرى في هذه المناسبة الغالي