السعودية طالبت بتشكيل لجنة خبراء لتدارس المشروع:
بينما برزت خلافات في وجهات نظر عدة دول عربية، قد تهدد فكرة سبق أن طرحها عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية، بإنشاء مفوضية للإعلام العربي، اقترح رئيس وفد المملكة العربية السعودية في الاجتماع الاستثنائي للجنة الدائمة للإعلام العربي تشكيل لجنة خبراء لتدارس المشروع. وفي الاجتماع الذي عقد بمقر الجامعة في القاهرة أمس على مستوى وكلاء وزراء الإعلام، قال السفير محمد الخمليشي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون الإعلام والاتصال، إن ما ورد إلى الجامعة من ردود للدول العربية حول مشروع إنشاء مفوضية للإعلام العربي «غير مشجع، مما يتطلب منا العمل أكثر للتوصل إلى صيغة ترضي جميع الأطراف، أو أن نعلن صراحة عن فشلنا في إنشاء المفوضية».
وقال رئيس وفد السعودية الدكتور عبد الله الجاسر، وكيل وزارة الإعلام، في اليوم الأول من اجتماعات اللجة المقرر أن تستمر ثلاثة أيام: «إننا نقترح تشكيل فريق عمل متخصص من الخبراء الحكوميين والإعلام الخاص لدراسة مشروع المفوضية من كافة جوانبه وتقديمه إلى اللجنة الدائمة للإعلام». وطالبت المملكة في ملاحظاتها بأن يكون الهيكل الأساسي للمفوضية تابعا للمؤتمر السنوي الذي يضم وزراء الإعلام ورؤساء الأجهزة الإعلامية بالدول العربية، كما رأت أن كثيرا من المهام المقترحة للمفوضية تتداخل مع مهام كثير من الأجهزة الإعلامية العربية الموجودة.. ورأت أيضا أن مشروع المفوضية غارق في البيروقراطية.. وقدمت مذكرة للجامعة بشأن رؤيتها لمشروع النظام الأساسي للمفوضية.
وأيدت دولة الإمارات المقترح السعودي. وقال إبراهيم العابد، المدير العام للمجلس الوطني للإعلام رئيس وفد الإمارات في الاجتماع، إنه لا بد من دراسة موضوع المفوضية بتأنٍّ من قبل لجنة من الخبراء على أن تضم هذه اللجنة خبراء في المجالات الثلاثة: الإعلام والقانون والاتصال.
من جانبه.. قال محمد زروق، معاون وزير الإعلام السوري إن معظم الملاحظات التي طرحت تؤكد أن هناك آراء حول المشروع بشكل عام وليست آراء في التفاصيل، مضيفا أن هذا المشروع مع الاحترام الكامل له والتقدير للجهد المبذول فيه يستند إلى آلياتنا القائمة حاليا «ولكنه لا يستند إلى رؤانا المستقبلية، وبالتالي لا بد أن تكون الرؤية مختلفة». وقال حسان فالحة، وكيل وزارة الإعلام بلبنان، إن بلاده تقدمت بورقة عبر عنها وزير الإعلام طارق متري، يوضح فيها أن مشروع إنشاء مفوضية للإعلام العربي ليس هدفا قائما بحد ذاته، وإنما هو سعي لتعزيز دور الإعلام العربي في مواجهة التحديات الدولية وإظهار الحق العربي في إطار عربي مؤسسي. من جانبه، طالب السفير الخمليشي في كلمته بأن يكون النقاش بين المشاركين في الاجتماع «صريحا حتى نتمكن من التوصل إلى قرار واحد بشأن إنشاء المفوضية»، مشيرا إلى أن أغلب الردود التي وردت إلى الجامعة من الدول العربية بشأن مشروع المفوضية «متنوعة، ولكن أغلبها غير مشجع». وقال أمين بسيوني، رئيس اللجنة الدائمة للإعلام العربي: «إننا نناقش اليوم مشروع إنشاء مفوضية الإعلام العربي التي دعا السيد عمرو موسي، الأمين العام للجامعة العربية، إلى إنشائها بناء على طلب الوزراء، ثم وزع مشروع النظام الأساسي للمفوضية على الوزارات المختلفة، وتفضلت كل دولة بإرسال ملاحظاتها». وأضاف في كلمته خلال الاجتماع: «نريد أن نواكب عصرنا في تقدمه العلمي في المجال الإعلامي بما يتناسب مع قيمنا وعاداتنا وديننا وأخلاقنا»، موضحا أن الإعلام يدخل الآن كل بيت دون استئذان، وقال: «نحن مع حرية التعبير، لكننا في نفس الوقت حريصون على أن نلتزم العادات والقيم للمجتمعات العربية وألا ندخل إلى البيوت دون استئذان من خلال الإعلام.. كما نريد أن نكون ذوي رؤى واحدة وأن يكون إعلامنا متطورا».