مدينة السادات» الحلم الذي مات الرئيس الراحل محمد أنور السادات قبل أن يكمله بتحويلها إلي عاصمة جمهورية مصر العربية بدلاً من القاهرة التي ضاقت بأهلها. بمجرد دخولك المدينة العملاقة تشعر أنها عادت للحياة من جديد وفي اللحظات الأخيرة قبل أن تودع الحياة بعد 30 عامًا من الإهمال والتهميش المتعمد لحلم الرئيس الراحل بتحويلها إلي عاصمة للجمهورية.
سجن وادي النطرون في مدخل مدينة السادات للقادمين من محافظات القاهرة الكبري قد يوحي بأن المكان هنا أقرب ما يكون إلي المنفي، وقد يدعم إحساسك هذا الصمت الرهيب الذي يميز الشوارع ومعظم البيوت، وتستوي في ذلك المساكن الشعبية القريبة من السوق، وبعض الفيللات الخاوية علي عروشها وهي المحاطة بالأسوار والأشجار القصيرة والزهور الملونة، التي لم تمنع بهجتها الإحساس بالملل، لكنك يمكن أن تلمح بعض البشر المتباعدين من وقت إلي آخر.
نشأت مدينة السادات بالقرار الجمهوري رقم 123 لسنة 1978 وتم ضمها إلي محافظة المنوفية عام 1991 لتكون ظهيرًا صحراويًاللمحافظة وانتهت تبعيتها لمحافظة البحيرة وكان حلم الرئيس السادات الذي خطط وعمل له أن تتحول المدينة إلي عاصمة لجمهورية مصر العربية.
في السابق كانت مدينة السادات التي يقطنها حاليًا نحو 120 ألف نسمة في المدينة والقري التابعة لها مقتصرة علي عمال المصانع وكذلك المزارع والبدو ولا شيء غير ذلك وظل هذا القصور في التنوع السكاني حتي وقت قريب إلي أن شهدت المدينة عدة مشاريع تنموية وخدمية أهمها إنشاء فرع لجامعة المنوفية وكذلك مشروع «ابني بيتك» الذي أسهم في زيادة التنوع البشري في المدينة التي ظلت لسنوات طويلة خالية من البشر.
تمثل الاستثمارات الصناعية العصب الرئيسي للتنمية في مدينة السادات، حيث تعدي الناتج السنوي العام مبلغ 4.6 مليار جنيه عن عام 1999 وقد تم تخطيط المنطقة الصناعية لتقع في الناحية الجنوبية الشرقية للمدينة وذلك لحماية المنطقة السكنية من الأبخرة والضوضاء الناتجة عن النشاط الصناعي.
كانت المدينة العملاقة الأقرب إلي اعتمادها كمحافظة منفصلة كما حدث مؤخرا مع محافظتي حلوان و6 أكتوبر، ولاتزال غريبة عن محافظة المنوفية التي لا يشعر المنايفة أنها جزء من محافظتهم بل يشعرون بالفعل أنها محافظة مستقلة، حيث تحظي باهتمام كبير لا تحظي به مدينة شبين الكوم نفسها عاصمة الإقليم في السنوات الأخيرة، حيث تنوعت الخدمات واكتملت المرافق.
بالإضافة إلي شبكة طرق نموذجية جعلت المدينة من أهم المدن الجديدة الجاذبة للسكان النازحين من زحام المدن التقليدية فيما تعاني المدينة كأي مدينة ناشئة مشكلات في مياه الشرب وارتفاع تكاليف المرافق.
ويعاني عدد كبير من عمال مصانع المنطقة الصناعية مشاكل التعسف ومخاطر التسريح بسبب الأزمة العالمية وكذلك استقدام العمالة الأجنبية في ظل وجود مكتب عمل ضعيف لا يساعد العمال علي مواجهة جشع بعض المستثمرين.