ذكر السلف لنا أن الجملة نوعان
اسمية وفعلية
فالاسمية ما بدئت باسم
والفعلية ما بدئت بفعل
ثم ذكروا أن كل جملة منهما تتكون من أصلين لا ثالث لهما
الاسمية / مبتدأ وخبر
والفعلية / فعل وفاعل
وذكر علماء البلاغة أن هذين الركنين الأساسيين سواء أكانا ( فعلاً وفاعلاً ) أم كانا ( مبتدأ وخبراً ) = يسميان مسنداً ومسنداً إليه
المسندُ إليه / هو أصل الجملة ؛ تبنى عليه بقية الجملة ؛ ولا بد أن يكون اسماً
المسند / هو ركن الجملة الثاني ، وجعلوه إخباراً عن المسند إليه
فالمسندُ إليه في الجملة الاسمية هو المبتدأ ، والمسند هو الخبر
والمسند إليه في الجملة الفعلية هو الفاعل ، والمسند هو الفعل
بيان ذلك
إذا قلت / قام محمد - زيد قائم
فالمتحدث عنه في الجملة الأولى = محمد = فاعل
والمتحدث عنه في الجملة الثانية = زيد = مبتدأ
وتمام الجملتين واضح كل الوضوح
فلنبنِ إذاً كلامنا القادم على ذلك
قالوا : إن المبتدأ مرفوع ، والفاعل مرفوع ، والخبر مرفوع ، أما الفعل ففيه كلام كثير ؛ أتركه إلى حينه
فلننظر إذاً ؛ لم كان المبتدأ والفاعل مرفوعين ؟
أقول : لما كان كل منهما أصل جملته ؛ يحمل عليه بقية الجملة ؛ وجب أن يكون قوياً قادراً على التحمل فرفعوه ، ولذلك أيضاً جعلوا علامة الرفع الأصلية = الضمة ؛ فالضمة أثقل الحركات ؛ لا يتحملها إلا القوي ، وقد ذكروا لنا في علم الصرف أن مضارع " قال " = " يقول " ؛ كان أصلها " يقوُل " بسكون القاف وضم الواو ، والواو حرف عليل ؛ لا يستطيع حمل الضمة على ظهرة ؛ فرفقوا به ؛ فأخذها الجارُ القوي وهو القاف ؛ لأنه حرف صحيح يستطيع حمل الثقيل
فلذا رأيت أن قوة الفاعل والمبتدأ هي السبب في رفعهما ، وهذه القوة أيضاً أخذت ما يناسبها من الحركات وهي الضمة الثقيلة بالغة الثقل