الجزاء... مع البلاء

الجزاء... مع البلاء

يتعرض البعض لشيء من المتاعب والمصاعب في الدنيا، قد تكون بسبب تقصير أو إهمال منا، أو لأننا لم نأخذ بالأسباب ، وهنا علينا أن نصحح أخطاءنا ونتوب إلى الله إذا كنا قد أذنبنا، ولكن الإنسان قد يتعرض لهذه المصاعب من غير إهمال أو تقصير أو ذنب جناه، فهذا اختبار وبلاء من الله، وليس عليه إلا أن يصبر، ويأخذ بالأسباب للخروج من محنته، وأن يرضى بقضاء الله، ويمتثل لأمره، وأن يكون على يقين، أنه كلما كان البلاء عظيماً، كلما كان الأجر والجزاء عظيماً أيضاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضى فله الرضا، ومن سخط فله السخط".
فإذا صبر الإنسان على البلاء ، ورضى بالقضاء، فإن البلاء يكون خيراً على صاحبه لأنه يكون محبوباً عند الله تعالى، فأمر المؤمن كله خير، في السراء والضراء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبت لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابه ما يحب حمد الله وكان له خير، وإن أصابه ما يكره فصبر كان له خير، وليس كل أحد أمره كله خير إلا المؤمن".
ويمكن أن ندرك أجر المريض من أجر زائره، فإذا كان هذا ثواب الزائر، فما بالنا بالمريض نفسه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عائد المريض في مخزفة الجنة حتى يرجع" ومخزفة الجنة هي: ما يجنى من ثمارها، أي كأنه يجني من ثمار الجنة حتى يرجع.
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: " إن الله عزوجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني أي فلم لم تعدني أي فلم لم تزرني قال يا رب: كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟" ومعنى وجدتني عنده أي: وجدت ثوابي عنده، وقال :" من عاد مريضاً نادى مناد من السماء: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخلت على مريض، فمره فليدع لك، فإن دعاءه كدعاء الملائكة".