سارة أيمن Admin
عدد المساهمات : 5871 العمر : 27 الموقع : -------------- العمل/الترفيه : طالبة فصل : :'( المزاج : disappointed مزاجي اليوم : المهنة : الهواية : أوسمة العضو : نقاط : 31300 السٌّمعَة : 201 تاريخ التسجيل : 06/12/2008
| موضوع: مصر التي لا يستحقوها..! الثلاثاء مايو 10, 2011 1:01 pm | |
| بقلم- أيمن شعبان:
إحساس قاسٍ بالمرارة والحسرة انتابني وأنا أتابع تفاصيل الاعتداء على كنيستي ماري مينا والعذراء، وتتابُع سقوط القتلى والجرحى في الاشتباكات التي وقعت بين مواطنين مصريين، قالوا خطئًا إنهم مسلمين وأقباط، والإسلام والمسيحية منهم بريئين.
فالإسلام جاء ليعلي قيمة البشر، ويشدد على حرمة النفس والدم، وجعل للقصاص منهاج وسبيل، وقبحت الشريعة التجني وترويع الآمنين، وأعطت أولوية خاصة لحرية الاعتقاد: " فَمَنْ شاءَ فَلْـيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْـيَكْفُرْ "..، "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".
وعلى نفس النهج كانت المسيحية النابعة من نفس المشكاة السماوية، والتي حضت أنصارها على حب أعدائهم، كما جاءت في وصايا سيدنا المسيح عيسى بن مريم: " أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لِأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ"..،" من ضربك علي خدك الأيسر حول له الآخر".
هذا هو الإسلام الحق، وتلك هي المسيحية الصافية، كلاهما من نبع إلهي واحد، تدعوان لأخلاقيات إنسانية، وقيم سامية، تحث على التعايش السلمي، واحترام الآخر وعقيدته حتى ولو كان عدوا، فكيف ننزلق جميعا إلى تلك الهاوية ونطلق على من استباحوا حرمة الدم وتجرأوا على قدسية الروح البشرية، وأزهقوها بدون حق، أن نقول عليهم مسلمين وأقباط، .. من تجرأوا على حرمة الدم لا يحق لهم أن نلبسهم ثوب المنهج السلفي الداعي لاتباع منهج الرسول الكريم ومن تبعه من السلف الصالح‘ لأنهم بما ارتكبوه من جرم خالفوا صراحة المنهج السلفي، وباتوا عنه في شقاق.
ومن بادروا بالاعتداء من الاقباط أو ردوه خالفوا تعاليم صريحة للسيد المسيح، واعتقد أن المسيحية منهم بريئة، فمن الظلم أن نلبس هؤلاء المذنبين رداء الدين بطهره وسموه وجلاله سواء كان إسلامًا أو مسيحية، لكنهم مواطنون مصريون أخطئوا في حق وطنهم الذي لا يستحق منهم كل هذا الظلم، وفي حق أنفسهم، وفي حق الديانة التي يعتنقونها، حيث تناسوا كل تعاليم الديانات، وتجنوا على الوطن ولطخوا جبينه بدماء العار، التي خلفتها نفوس غليظة، وقلوب قاسية، أعماها الانتقام الأسود، أو دفعتها مصالح خداعة.
القرائن تقول إن أحداث كنيستي إمبابة وما خلفتها من حوالي 12 قتيل وأكثر من 230 مصاب، ليست وليدة شائعة السبت الأسود، إنما هي ترسيبات طويلة كنا قد حسبنا أننا تجاوزناها بسقوط النظام البائد، وخيل إلينا أن الفتنة الطائفية كانت صنيعة من سبقوا من رموز الفساد، وصدقنا أن ثورة 25 يناير نجحت في فتح صفحة جديدة بين جناحي الأمة كُتبت سطورها الأولى بدماء شهداء الثورة، وعنونت بالتسامح والإخاء، ونبذ الفرقة والتعصب، وإعلاء مصلحة الوطن، والتعاهد على العمل المشترك من أجل إعادة بناء مصر الثورة.
ولكن الأحداث المتسارعة تؤكد أن هناك خطر قادم وصنيعة تحاك في الظلام، تديرها أياد خفية، يقال إنها فلول الحزب الوطني المنحل وبقايا النظام السابق، الذين باتوا يستغلون اندفاع من يقولون إنهم ينتسبون للسلفية، متذرعين بقضايا فرعية مثل شائعات إسلام كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، وغيرهما، والحقيقة أنني لا أفهم ماذا ستضيف كاميليا أو غيرها للإسلام، أو ماذا ستفقد المسيحية بدون وفاء، وما الكارثة لو سمحت الكنيسة لوفاء وكاميليا بالظهور وإعلان موقفهما صراحة حقنا لدماء الفتنة.
وماذا لو اقتدى السلفيون بما فعله النبي وأتباعه في إحدى معاهداته، وأن يعتبروا أنفسهم في معاهدة مع الأقباط وأن تستمر أمد المعاهدة حتى تستقر أحوال البلاد، وأن يرفضوا دخول أي من الأقباط إلى الإسلام خلال تلك المدة، وأن يكفوا عن إثارة المسائل الخلافية خلال هذه الفترة العصيبة، وكذلك الحال بالنسبة للكنيسة أن ترفض انضمام أيًا من المسلمين إليها طوال نفس المدة، وفور استقرار الأمور نعلن جميعا احترامنا لتعاليم السماء وأن نحترم حرية الاعتقاد وحق كل إنسان في اعتناق ما يتراءى له من ديانة أو عقيدة، وأن يؤدي شعائره سالما آمنا، ولنا في رسولنا الكريم، وسيدنا المسيح القدوة والمثل.
ما تشهده مصر الآن من مسلسل اشعال نار الفتنة المتصاعد، والذي يواكبه انفلات أمني واضح، لهو وصمة عار على جبين كل مصري نما وشب وترعرع في هذا الوطن، مرتويا من مياه نيله، ومتغذيًا بما تجود به أرضه، ومتغنيا بأمجاده وتاريخ الوطن الطويل في التسامح.. تمادينا في التجني على هذا الوطن الكريم، أدمينا قلبه بجرح غائر، فالمصاب جلل وحافة الهاوية على مرمى البصر، وآن الأوان أن نزيح ظلمة العناد، وأن نفتح قلوبنا لنور التسامح، إعلاءً لقيم العدل، والحرية، لعلنا نفُلح قبل أن يدهمنا الوقت، وننجح في مداواة قلب الوطن، وأن نعيد البسمة والأمان لربوعه كما كنا نتغنى دوما، وإلا فما نستحق أن نقول إننا مصريين.
منقول من موقع مصراوي بقلم: أيمن شعبان
| |
|
سارة أيمن Admin
عدد المساهمات : 5871 العمر : 27 الموقع : -------------- العمل/الترفيه : طالبة فصل : :'( المزاج : disappointed مزاجي اليوم : المهنة : الهواية : أوسمة العضو : نقاط : 31300 السٌّمعَة : 201 تاريخ التسجيل : 06/12/2008
| موضوع: رد: مصر التي لا يستحقوها..! الثلاثاء مايو 10, 2011 1:06 pm | |
| | |
|