اكتشف الرحالة الشهير كريستوف كولومبوس جزيرة كوبا سنة 1492، وغزاها الأسبان حيث أقاموا فيها مستعمرة قوية عام 1511، وظلت إسبانيا محتفظة بسيطرتها على الجزيرة حتى نالت استقلالها بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية.
والطريقة الرئيسية للسفر إلى كوبا هي عن طريق الجو، حيث أن كوبا متصلة مباشرة وعبر رحلات طيران منتظمة بـ50 مدينة في أوروبا وأمريكا وآسيا، وتمتلك كوبا 12 مطارا دوليا، كما يمكنك السفر إليها عبر البحر، فهي تمتلك 14 ميناء بحري.
مجلة المرأة اليوم الإماراتية كانت في رحلة سياحية في كوبا للتعرف على أهم الأماكن والمزارات هناك، وتعرفنا على بعض أسرار صناعة السيجار الكوبي الشهير، تحب تجول معنا في مدينة السكر والسيجار؟ ....
السيجار الكوبي
يعد السيجار الكوبي من أشهر أنواع الدخان في العالم ويوصف بأنه رفيق الأثرياء والسياسيين والمثقفين والمشاهير.
والسيجار الكوبي هو مزيج يجمع بين شمس أمريكا الجنوبية وتربة الجزيرة وخبرة سكانها في هذه الصناعة، التي يعود تاريخها إلى ما قبل اكتشاف أمريكا على يد كريستوفر كولومبوس.
فعندما وصل كولومبوس إلى العالم الجديد شاهد السكان الأصليين للجزر يدخنون سيجارا بني اللون كانوا يطلقون عليه اسم "كوهيبا"، وهو ما أصبح لاحقا اسما لأحد أعرق أنواع السيجار في العالم والسيجار المفضل لدى الزعيم الكوبي فيدل كاسترو.
والسيجار الكوبي معروف لدى الناس بالتميز الذي يعطيه لمدخنه، وخلافا للسجائر العادية فإن أنواع السيجار الكوبي التي تصل إلى 42 نوعا من مختلف الأشكال والأحجام والنكهات والمصنعة يدويا، تضفي مزاجا راقيا على المدخن وتمتع لديه حواس النظر والشم والمذاق.
وصناعة السيجار في كوبا تتضمن 12 مرحلة، تبدأ في الصباح الباكر حين تصطف مجموعات من المزارعين لقطع أوراق التبغ من الشجر بدءا من الأسفل وصعودا إلى أعلى الشجرة.
بعدها يأتي مجموعة أخرى من العاملين لالتقاط أوراق التبغ وتجميعها وفقا لألوانها، في حين تعمل مجموعة ثالثة على خياطة أوراق التبغ الأصغر حجما بأحجام تكفي لصناعة سيجار واحد، وهذه هي مرحلة الشمس التربة، والتي تليها مرحلة الخبرة والموهبة حيث تقوم النساء بمهمة لف السيجار.
ويحافظ الكوبيون على عادة قديمة هي توظيف رجل مهمته قراءة الصحف بصوت عال أثناء عملية اللف لتسلية وتثقيف العاملات.
ومن ضمن أهم الصناعات في الجزيرة، تعد كوبا الدولة السادسة في العالم بالنسبة لإنتاج السكر، وتشغل زراعة قصب السكر فيها ثلث الأراضي الزراعية.
هافانا .. مدينة التناقضات
في كوبا هناك أكثر من مدينة يمكنك زيارتها والاستمتاع فيها بالمزارات السياحية والمناظر الطبيعية، منها العاصمة هافانا التي يقبل عليها عدد كبير من السائحين الذين يتجولون في المنطقة الواقعة بين مقر الحكومة والكاتدرائية يشاهدون العمال وهم يقومون بترميم المباني التاريخية ذات الطرز المعمارية البديعة، وعلى بعد أمتار قليلة تقع أعينهم أيضا على أعمدة وألواح خشبية تدعم أسقف وسلالم الكثير من المنازل السكنية المتهالكة التي تحتاج إلى الترميم والصيانة.
إنما بعيدا عن الطريق السياحي الذي يتسم بالجمال والنظافة، يرى السياح أثناء جولتهم أكواما من القمامة تكسو الشوارع، فيندهشون ويعجبون لهذا التناقض الذي يغلف هافانا.
وفي جميع الأحوال تظل العاصمة هافانا دوما هي عنصر الجذب الأساسي الذي لا يمكن أن يخلو منه أي برنامج سياحي إلى كوبا، حيث أنها إحدى أقدم المستعمرات الإسبانية، كما أنها تزخر بالعديد من المباني التاريخية.
المتحف المكشوف
لا تقل مدينة ترينيداد التي تقع على الساحل الجنوبي في معالمها السياحية عن هافانا، فهي تلقب بـ"المتحف المكشوف"، وفي مطعم Plaza Mayor الذي يقع بعيدا عن الميدان الذي يحمل الاسم نفسه، لا يوجد مكان لقدم وقت الغداء حيث يمتلأ المطعم بالسياح من جميع أنحاء العالم ويتناولون سمك الحبار أو الدجاح مع الأرز والفاصوليا على أنغام الموسيقى الكلاسيكية مثل أغنية "جوانتاناميرا".
ويلاحظ السياح أثناء جولتهم في شوارع ترينيداد أن صور وشعارات القادة الثوريين تشي جيفارا وفيدل كاسترو تنتشر بين الكنائس والمنازل المكونة من طابق واحد.
ولمعلوماتك، تأسست مدينة ترينيداد عام 1513 على يد البحار دييجو فيلازكويز دي سويلار وشهدت فترة ازدهار امتدت إلى منتصف القرن التاسع عشر أثناء عصر بارونات السكر.
وتندرج منطقة "وادي طواحين السكر" التي تقع في ضواحي مدينة ترينيداد وكذلك المدينة القديمة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وبالرغم من أن ترينيداد تكتظ بالسياح، إلا أن السائح الذي يقصد المدينة يستطيع أن يجد مكانا هادئا يقضي فيه وقتا ممتعا، مثل قصر الثقافة Casa de la Cultura الذي يضم بين أركانه العديد من الأماكن التي تتميز بالهدوء والسكينة.
مدينة الموانئ والمصانع
في عام 2005 أدرجت اليونسكو وسط البلد التاريخي بمدينة الموانئ والمصانع "سينفوجوس" على قائمة التراث العالمي، وأفادت هذه الخطوة السياحة بالمدينة كثيرا.
ويستطيع السياح المفاضلة بين أكثر من مكان للتنزه، فيمكنهم التجول في شارع "البوجيفاراد" العريض المليء بالمقاهي ومحلات الآيس كريم، كما يمكنهم الذهاب إلى المسرح الكلاسيكي الجديد في حديقة "خوزيه مارتي" أو أي مسرح آخر في المنطقة، ويتميزون جميعا بأن الدخول مجاني.
سانتا ياجو دي كوبا
في هذه المدينة يمكنك زيارة المواقع التاريخية التي شهدت الثورة الكوبية، ومن أهمها ثكنات "مونكادا" العسكرية التي هاجمها فيدل كاسترو في السادس والعشرين من شهر يوليو عام 1953 لإسقاط نظام حكم الديكتاتور "باتيستا"، وأصبح الآن موقع هذه الثكنات أحد أهم متاحف المدينة التي كانت عاصمة سابقة لجزيرة كوبا.
معلومات تهمك عن كوبا:
العاصمة: هافانا
المساحة: 110.861 كم مربع.
اللغة: الإسبانية.
عدد السكان: 10 ملايين.