سارة أيمن Admin
عدد المساهمات : 5871 العمر : 28 الموقع : -------------- العمل/الترفيه : طالبة فصل : :'( المزاج : disappointed مزاجي اليوم : المهنة : الهواية : أوسمة العضو : نقاط : 31376 السٌّمعَة : 201 تاريخ التسجيل : 06/12/2008
| موضوع: هل تعلمون ما معني أن الله موجود؟ الأحد فبراير 05, 2012 8:50 pm | |
| هل تعلمون ما معني أن الله موجود؟ معناه أنه لا عبث في الوجود وإنما حكمة في كل شىء.. وحكمة من وراء كل شىء.. وحكمة في خلق كل شىء.. في الألم حكمة وفي المرض حكمة وفي العذاب حكمة وفي المعاناة حكمة وفي القبح حكمة وفي الفشل حكمة وفي العجز حكمة وفي القدرة حكمة
معناه ألا يكف الإعجاب وألا تموت الدهشة وألا يفتر الانبهار وألا يتوقف الإجلال
فنحن أمام لوحة متجددة لأعظم المبدعين
معناه أن تسبح العين وتكبر الأذن ويحمد اللسان ويتيه الوجدان ويبهت الجنان. معناه أن يتدفق القلب بالمشاعر وتحتفل الأحاسيس بكل لحظة وتزف الروح كل يوم جديد كأنه عرس جديد
معناه ألا نعرف اليأس ولا نذوق القنوط"
معناه أن تذوب همومنا في كنف رحمة الرحيم و مغفرة الغفار..
ألا يقول لنا ربنا (( إن مع العسر يسرا)).. و أن الضيق يأتي و في طياته الفرج فأي بشرى أبعث للاطمئنان من هذه البشرى.
و لأن الله سبحانه واحد.. فلن يوجد في الوجود إله آخر ينقض وعده و لن ننقسم على أنفسنا و لن تتوزعنا الجهات و لن نتشتت بين ولاء لليمين و ولاء لليسار و تزلف للشرق و تزلف للغرب و توسل للأغنياء و ارتماء على أعتاب الأقوياء.. فكل القوة عنده و كل الغنى عنده و كل العلم عنده و كل ما نطمح إليه ين يديه.. و الهرب ليس منه بل إليه.. فهو الوطن و الحمى و الملجأ و المستند و الرصيد و الباب و الرحاب.
و ذلك الإحساس معناه السكن و الطمأنينة و راحة البال و التفاؤل و الهمة و الإقبال و النشاط و العمل بلا ملل و بلا فتور و بلا كسل و تلك ثمرة ((لا إله إلا الله)) في نفس قائلها الذي يشعر بها و يتمثلها، و يؤمن بها و يعيشها و تلك هي أخلاق المؤمن بلا إله إلا الله.
و تلك هي الصيدلية التي تداوي كل أمراض النفوس و تشفى كل علل العقول و تبرئ كل أدواء القلوب.
و تلك هي صيحة التحرير التي تحطم أغلال الأيدي و الأرجل و الأعناق و هي أيضا مفتاح الطاقة المكنوزة في داخلنا و كلمة السر التي تحرك الجبال و تشق البحور و تغير ما لا يتغير.
و لم يخلق إلى الآن العقار السحري الذي يحدث ذرة واحدة من هذا الأثر في النفس.
و كل عقاقير الأعصاب تداوي شيئا و تفسد معه ألف شيء آخر.. و هي تداوي بالوهم و تريح الإنسان بأن تطفئ مصابيح عقله و تنومه و تخدره و تلقى به إلى قاع البحر موثوقا بحجر مغمى عليه شبه جثة.
أما كلمة لا إله إلا الله فإنها تطلق الإنسان من عقاله و تحرره من جميع العبوديات الباطلة و تبشره بالمغفرة و تنجيه من الخوف و تحفظه من الوسواس و تؤيده بالملأ الأعلى و تجعله أطول من السماء هامة و أرسخ من الأرض ثباتا.. فمن استودع همه و غمه عند الله بات على ثقة و نام ملء جفنيه.
ولأن الله هو خالق الكون و مقدر الأقدار و محرك المصائر.. فليس في الإمكان أبدع مما كان.. لأنه المبدع بلا شبيه.. لا يفوقه في صنعته أحد.. فلن تعود الدنيا مسرحا دمويا للشرور و إنما درسا رفيعا من دروس الحكمة.
و لأن الله موجود فإنك لست وحدك.. و إنما تحف بك العناية حيث سرت و تحرسك المشيئة حيث حللت.
و ذلك معناه شعور مستمر بالإئتناس و الصحبة و الأمان.. لا هجر.. و لا غدر.. و لا ضياع.. و لا وحدة.. و لا وحشة و لا اكتئاب. و ذلك حال أهل لا إله إلا الله.
يذوقون شميم الجنة في الدنيا قبل أن يدخلوها في الآخرة و هم الملوك بلا عروش و بلا صولجان.. و هم الراسخون المطمئنون الثابتون لا تزلزهم الزلازل و لا تحركهم النوازل.
تلك هي الصيدلية الإلهية لكل من داهمه القلق.. فيها علاجه الوحيد.. و فيها الإكسير و الترياق و ماء الحياة الذي لا يظمأ بعده شاربه.. و فيها الرصيد الذهبي و المستند لكل ما نتبادل على الأرض من عملات ورقية زائلة متبدلة.. و فيها البوصلة و المؤشر و الدليل.
و فيها الدواء لكل داء.
د / مصطفى محمود
منقــول | |
|