ابتكار "شريحة إلكترونية" تُزرع في الجسم لإعطاء الدواء عن بعد.
في خطوة علمية مذهلة، تمكن باحثون وعلماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأمريكي وشركة الرقائق الإلكترونية الدقيقة (ميكروتشيبس) من إجراء تجارب ناجحة على البشر، لزراعة أول شريحة ميكروية متناهية الصغر مبرمجة تحت الجلد لتوصيل الدواء، يتم التحكم فيها لاسلكيًا عن بعد.
وتستخدم تلك الشريحة لعلاج مرض هشاشة العظام، حيث تمكن الباحثون بنجاح من إدارة هذه الشريحة لاسلكيًا لإطلاق الجرعات اليومية من الدواء اللازم لعلاج هذا المرض، الذي عادة ما يعطى عن طريق الحقن. بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" الثلاثاء 28 فبراير 2012.
وقال روبرت لانجر من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومشارك في الدراسة: "إن مثل هذه التجارب تمثل أول اختبار ناجح للشرائح الميكروية؛فشرائح الدواء المزروعة في الجسم أكثر من مجرد أداة جديدة للأطباء والمرضى، فهي علامة حقيقية على الدخول في حقبة جديدة من عصر الطب عن بُعد، وتقديم الرعاية الصحية عبر مسافة، وفيما يمكن تسميته بصيدلية على شريحة".
ويقول ديفيد كوخ، الأستاذ بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إنه: "يمكنك أن تسيطر عن بعد في نظام توصيل الدواء، وكميته، كما يمكنك توصيل أدوية متعددة".
وتمت زراعة هذه الشرائح تحت الجلد لدى 7 نساء من الفئة العمرية 65 إلى 70 عامًا، يعانين من هشاشة العظام، ووجد الباحثون أن الشريحة الإلكترونية تقوم بنقل جرعات الدواء بصورة مماثلة للحقن التي يتلقاها يوميًا مرضى هشاشة العظام، كما أنه ليست هناك أية آثار جانبية ضارة لتوصيل الدواء عن طريق هذه الشريحة المزروعة.
وقال روبرت فارا، الرئيس والمدير التنفيذي للعمليات في شركة الرقائق الميكروية (ميكروتشيبس) والمؤلف الرئيسي لهذه الدراسة، إن "هذه الشرائح الميكروية المبرمجة يمكن تعديلها بشكل كبير، ليس فقط لعلاج مرض هشاشة العظام، ولكن أيضًا لعلاج أمراض أخرى كثيرة، بما فيها مرض السرطان والتصلب العصبي المتعدد الذي يصيب الجهاز العصبي المركزي الذي يتكون من المخ والنخاع الشوكي".
وأضاف أنه "سوف يستفيد من هذه التكنولوجيا الجديدة، المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة، والاحتياجات المنتظمة لإدارة الألم أو الظروف التي تتطلب الحقن المتكررة أو اليومية".
يُذكر أن مرض "هشاشة العظام" من أكثر أمراض العظام شيوعًا وخطورة حول العالم، ويعني حرفيًا "العظام المسامية"، وتكمن خطورته في حدوث فقدان للعظام من دون أعراض واضحة، كما يسبب ضعفًا تدريجيًا في العظام يؤدي إلى سهولة كسرها، فالأفراد المصابون به يتعرضون بمجرد سقوطهم المفاجئ لكسور في عظام الورك أو الساعد (فوق مفصل كف اليد)، أو لتلف أو كسر في عظام العمود الفقري لأسباب بسيطة مثل الانحناء أو السعال.
والالتزام بأخذ أدوية العلاج يقل لدى المرضى من كبار السن، وذلك نتيجة للألم الناتج عن الحقن المتكرر، أو نسيان أخذ الجرعة الدوائية، أو نتيجة لصعوبة الحقن لدى بعض المرضى بسبب وجود أمراض أخرى لديهم كالتهاب المفاصل مثلا.