سارة أيمن Admin
عدد المساهمات : 5871 العمر : 27 الموقع : -------------- العمل/الترفيه : طالبة فصل : :'( المزاج : disappointed مزاجي اليوم : المهنة : الهواية : أوسمة العضو : نقاط : 31300 السٌّمعَة : 201 تاريخ التسجيل : 06/12/2008
| موضوع: قبيل الرحيل- عن الشهيد محمد الدرة الأحد سبتمبر 30, 2012 6:17 pm | |
| كاتب القصيدة: د.مفيد خليل جادالله العوري مواليد بيت عور التحتا عام 1955 دكتوراه لغة انجليزية محاضر في جامعة القدس المفتوحة
قبيل الرحيل - وقد اختيرت ونشرت في ديوان محمد الدرة على مستوى الوطن العربي
رصاص الغزاة بكلّي انتشرْ وسمعي تهاوى وزاغ البصرْ أبي إنّه الحقد نيرانُهُ يُصَبّ علينا فأينْ المفرّ؟ ومتراسنا لا يقي عجزنا وليس لنا خلفه مستقَرْ أبي صُدَّهمْ قد غدونا هنا وأسْرى لغدر طغا واشتهر ذراعيك فابسطْ على أضلعي أَحطْني بدفئكَ زاد الخطر حنانَيْكَ واحضنْ جراحي فقد دجا الليل يا أبتي واعتكر أبي إنّهم يكرهون الورى ذئاب تجول بزيّ البشر بقهر البراءة كم أمعنوا وهل في العُتاة لحسّ أثر؟ بُنيَّ اصطبرْ قدرٌ إنّهُ ولن يخذل الله من قد صبر عروقي لقد نضبتْ كلها وخارتْ قُوايَ وقلبي انفطر بكل الجوارح ناشدتهم وكنتُ أُناشد صلد الحجر فلو أستطيع جعلتُ الحشا بُنيَّ ملاذك من كل ضَر وخبّأتكَ اليوم في مُقلي وطاردتُ همّك أنّى ظهر أبي إن قضيتُ فلا تبتئسْ وزُفَّ لأمي أُحَيْلى خبر بأني افتديتُ حِمى قدسنا ونلتُ الشهادة عند الصغر فلا تبكياها جراحي التي بكل الروابي شذاها انتشر سأسكن كل المآقي هنا وفي الخُلد أحيا بحكم القدر ثرانا بأوفى الدماء ارتوى فأنبت عزماً نما وازدهر هُمُ الشهداء شموس العلا منارات مجد بدرب الظفر بُنَيَّ يظنّون أيامنا تبدَّدَ إصرارها وانحسر لنا القدس مهما عتا غزوهم ومهما ادّعى زيفهم وابتكر فكل حصاة بها أَكّدتْ بأنا لها ما حيينا خَفَر تُسيِّجها حدقات العيونِ وعنها تذود حشودَ التتر فكم طامعٍ رام إذلالها تقهقر عدوانه واندحر أبي دَعْ عيونيَ ترنو إليكَ وداعكَ أرجو قُبيل السفر ستسأل عني دموع الثكالى ويسأل عني ذهول البشر ويذكر همّي شحوبُ الربى ويبكي رحيلي سكونُ السَّحَر ولكنني - أبتي - بينكم ستبقى عروقي ويأتي المطر وتنمو الشقائق في أرضنا فأنَّى نظرتَ فثَمَّ الزَّهَر بُنيَّ رحيلكَ حتى الرؤى ستعجز عن وصفه والصُّوَر «محمدُ» من أغنيات الطيوِر لسوف تُطِلّ وهمس الشجر وعَبْرَ النسائم سوف نراكَ وعبر امتداد خيوط القمر «محمدُ» منا إليكَ الرضى ونم يا بنيَّ قرير البصر فسوف تظلّ لنا درةً وفوق جبين المعالي دُرر
*********************************
لمن لا يعرف قصة استشهاد الطفل محمد الدرة : (منقولة من موقع "باب" )
في لقطة تلفزيونية مروعة أثناء مطاردة الجنود الإسرائيليين، لأطفال الحجارة الفلسطينيين العزل إلا من حجارة لا تصيب وإذا أصابت لا تجرح وإذا جرحت لا تقتل، يرد الجنود الإسرائيليون على هذه الحجارة، بإطلاق الرصاص الحي على الأطفال الصغار، وتمكن أحد المصورين من متابعة مقتل أحد الأطفال الفلسطينيين، وسجلها على شريط فيدو والتقط صورة للطفل العربي وهو يحتمي بابيه من رصاص الجند الإسرائيلي، ويظهر في الصورة الأب وهو يصرخ بالجنود ان لا يطلقوا النار فهو أب أعزل، وابن قاصر، لا يحملان سلاحا، ولكن الجندي الإسرائيلي بهمجية ووحشية، لا يمكن أن يتصف بها إنسان من بني البشر يواصل إطلاق النار، و يجرح الأب ويعيقه عن الحركة ويقتل الابن وهو في حضن أبيه الجريح. هذا المنظر الذي ظهر على شاشات التلفزيون في كل أنحاء العالم أثار النفوس الإنسانية جميعها غربية وشرقية وأدان الجميع هذا العمل الهمجي الإسرائيلي اللاإنساني. وسالت دموع كثيرة على هذا الطفل، وهو الطفل محمد الدرة لبشاعة المنظر وقسوته، وتأثر العرب كثيرا لعجزهم عن رد هذا العدوان، عن هذا الشعب الأعزل المغلوب على أمره، وانطلقت حناجر الشعراء وأقلامهم، تقول بما يشعر به الضمير العربي من هذه المأساة، والتخاذل العربي والإسلامي، والصمت العالمي أمام العدوان الإسرائيلي.
| |
|