كوريا الشمالية تجري بنجاح تجربة نووية ثانية تحت الأرض إحصائيات الخبر
سول تصف التجربة بأنها خطر كبير علي السلام وتطالب مجلس الأمن بالتحرك المناسب
تنديد عالمي بإجراء بيونج يانج.. ودعوات في اليابان لتوجيه »ضربات وقائية ضد قواعد العدو«
بيونج يانج ، عواصم عالمية - وكالات الأنباء:
في تحد جديد للمجتمع الدولي اعلنت كوريا الشمالية رسميا امس انها اجرت بنجاح تجربتها النووية الثانية تحت الأرض.. واكدت تقارير انها اطلقت ايضا ثلاثة صواريخ قصيرة المدي بعد ساعات من هذا الاعلان.. وعلي الفور توالت ردود الفعل الاقليمية والدولية التي وصفت تلك الخطوة بأنها تشكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين وتستوجب تحركا دوليا عاجلا.. ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا لمناقشة الموضوع خلال ساعات.
فقد اعلنت وكالة الانباء الكورية الشمالية اجراء تجربة نووية ناجحة تحت الأرض أمس في اطار ما وصفته باجراءات تعزيز قوة ردعها النووي للدفاع عن النفس بكل وسيلة.
وذكرت الوكالة ان التجربة اجريت بشكل أمني وعلي مستوي عال فيما يتعلق بقوتها التفجيرية والتكنولوجيا الخاصة بالتحكم فيها.. وهددت كوريا الشمالية علي لسان مسئول كبير في سفارتها في موسكو باجراء تجارب نووية جديدة في حال واصلت الولايات المتحدة »سياسة الترهيب« حيال بيونج يانج.
ولم تحدد بيونج يانج توقيت ومكان اجراء التجربة لكن خبراء من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان رصدوا نشاطا تحت الارض في شمال شرق كوريا الشمالية وهي نفس المنطقة التي اجرت فيها تجربتها النووية الأولي عام ٦٠٠٢.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية رصد التجربة النووية وقدرت قوتها بما يوازي حوالي ٠٢ كيلو طنا من مادة »تي.إن.تي«.
وذكرت وكالة الانباء الكورية الجنوبية »يونهاب« ان كوريا الشمالية اطلقت ايضا صاروخا قصير المدي بعد ساعات من الاعلان عن تجربتها النووية.. ثم اعلنت الوكالة نفسها ان بيونج يانج اطلقت صاروخين اخرين.
وصرح متحدث باسم هيئة الاركان المشتركة الكورية الجنوبية بأنه يجري التحقق من تقرير »يونهاب« الذي اشار الي ان الصاروخ الأول وهو ارض جو يبلغ مداه ٠٣١ كيلومترا اطلق من »موسودان - ري« في منطقة »هوا داي« وهي نفس المنطقة التي اطلق منها صاروخ طويل المدي في ابريل الماضي.
وعلي الفور، عقد رئيس كوريا الجنوبية »لي ميونج باك« اجتماعا امنيا لدراسة الموقف.. واعلن متحدث باسم الرئاسة ان التجربة الكورية الشمالية تشكل خطرا كبيرا علي السلام في المنطقة وتحديا خطيرا لجهود منع انتشار الاسلحة النووية.
وقال المتحدث ان سول ستطلب من مجلس الامن القيام بالتحرك المناسب.
وقال مسئول حكومي كبير طلب عدم ذكر اسمه ان بيونج يانج ابلغت الصين والولايات المتحدة مسبقا بالتجربة.
وهزت انباء التجربة النووية اسواق المال في كوريا الجنوبية حيث هبط المؤشر الرئيسي للبورصة اكثر من ٦٪.
كما نظم محتجون مظاهرات للتنديد بالتجربة النووية.
واعلن وزير الخارجية الروسي »سيرجي لافروف« ان مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا طارئا بناء علي اقتراح من اليابان لبحث رد الفعل ازاء التجربة النووية لكوريا الشمالية التي قال انها مثيرة للقلق.
وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا الي تشديد العقوبات علي كوريا الشمالية بعد اطلاقها صاروخا طويل المدي في الخامس من ابريل الماضي.
واكدت اليابان ان التجربة النووية لكوريا الشمالية انتهكت بشكل واضح قرار مجلس الامن واضافت انها ستسعي لاتخاذ اجراء حاسم في مجلس الأمن.. بينما ذكرت وكالة كيودو اليابانية للانباء ان لجنة بالحزب الحاكم ستقترح السماح بتوجيه ضربات وقائية ضد قواعد العدو علي الرغم من دستور البلاد السلمي.
ونقلت الوكالة من لجنة الحزب الحاكم اقتراحها بضرورة امتلاك اليابان القدرة علي ضرب قواعد العدو في اطار سياستها ذات التوجهات الدفاعية.
وذكرت الوكالة ان اللجنة تعتزم ايضا دعوة اليابان الي تطوير اقمار صناعية للانذار المبكر لاكتشاف اطلاق صواريخ تجاه البلاد بدلا عن اعتمادها حاليا علي قمر صناعي امريكي.
واضافت الوكالة انه من المنتظر تقديم خطط اللجنة لمناقشتها قبل اعداد برنامج دفاعي حكومي لمدة خمس سنوات بحلول نهاية العام الحالي.
واعلنت الصين انها تعارض بحزم التجربة النووية لكوريا الشمالية.
وقال محللون صينيون ان التجربة النووية لكوريا الشمالية ستغضب جارتها الصين لكن من غير المرجح ان تؤيد بكين تشديد العقوبات عليها.
من جانبه اكد الرئيس الامريكي باراك أوباما ان التجربتين النووية والصاروخية لكوريا الشمالية »مثار قلق بالغ« لكل الدول وتتطلب تحركا من المجتمع الدولي.
وقال اوباما في بيان له ان محاولات كوريا الشمالية لتطوير اسلحة نووية وبرامج صواريخ باليستية تشكل خطرا علي الامن والسلام الدوليين ويتقوض الاستقرار في شمال شرق اسيا.
واضاف ان بيونج يانج تتحدي المجتمع الدول بشكل مباشر وبدون اكتراث واعرب السكرتير العام للأمم المتحدة بان.كي.مون عن قلقه العميق واكد انه يتابع الوضع عن كثب.
واعربت مفوضة العلاقات الخارجية للاتحاد الاوروبي »بيينيتا فالدتر« عن القلق البالغ ازاء الخطوة الكورية الشمالية.
وقال وزير الخارجية التشيكي »بيان كوهوت« الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي حاليا انه اذا ما تم تأكيد التجربة فسوف يدينها الاتحاد.
وادان وزير الخارجية الفرنسي »برنار كوشينر« بشدة التجربة النووية.. كما ادان رئيس وزراء بريطانيا جوردون براون التجربة بأقوي العبارات وقال انها خطر علي العالم وستؤدي الي تقويض امكانية نشر السلام في شبه الجزيرة الكورية.
ووصف وزير الدولة البريطاني للشئون الخارجية »بيل راميل« التجربة الكورية الشمالية بانها تشكل انتهاكا فاضحا لقرارات الامم المتحدة ودعت الي العودة الي المفاوضات السداسية.
جاءت تصريحات راميل علي هامش اجتماع لوزراء خارجية اسيا واوروبا في العاصمة الفيتنامية هانوي سيطرت عليه الانباء الخاصة بالتجربة النووية.
وذكر محللون ان كوريا الشمالية التي لديها تاريخ من اطلاق التهديدات العسكرية من اجل الحصول علي تنازلات من القوي العالمية صعدت من استفزازاتها لتعزيز موفها التفاوضي مع الحكومة الامريكية بزعامة باراك أوباما.
بينما يري محللون اخرون ان هذه التجربة ربما كانت تهدف الي تعزيز وضع الزعيم الكوري الشمالي »كيم جونج ايل« في الداخل. ويعتقد علي نطاق واسع انكيم اصيب بجلطة في المخ العام الماضي.. ويقول هؤلاء المحللون ان كيم ربما يحاول تأمين ان يخلفه احد ابنائه الثلاثة وان اجراء تجربة نووية في تحد للرأي العام العالمي قد يساعده علي كسب تأييد القوات المسلحة المتشددة لاتخاذ هذه الخطوة.
المصــــدر:جريدة الأخبار