كان بالبصرة عابد قد أجهده الخوف ,وأسقمه البكاء وأنحله , فلما حضرته الوفاة جلس أهله حوله يبكون, فقال لهم:
أجلسونى فأجلسوه, فأقبل عليهم وقال لأبيه: يا أبت ما الذى أبكاك؟!
قال: يابنى ,ذكرت فقدك, وانفرادى بعدك.
فالتفت الى أمه وقال:يا أماه ,ما الذى أبكاك؟!
قالت: يابنى لتجرعى مرارة ثكلك.
فالتفت الى زوجتة وقال : ما الذى أبكاك؟!
قالت: لفقد برك, وحاجتى لغيرك.
فالتفت الى أولاده, وقال ما الذى أبكاكم؟!
قالوا: لذل اليتم, والهوان بعدك.
فعند ذلك نظر اليهم وبكى, فقالوا: ما يبكيك أنت؟!
قال: أبكى لأنى رأيت كلا منكم يبكى لنفسه لا لى
أما فيكم من يبكى طول سفرى ؟!
أما فيكم من يبكى لقله زادى ؟!
أما فيكم من يبكى لمضجعى فى التراب؟!
أما فيكم من بكى لما ألقاه من سوء الحساب؟!
أما فيكم من بكى لموقفى بين يدى رب الأرباب؟!
ثم سقط على وجهه فحركوه, فإذا هو ميت.
انظر: المواعظ والمجالس {ص/110} لأبن الجوزى.
ربى ان لم اكن اهلا لبلوغ رحمتك
فان رحمتك اهلا لان تبلغنى
لانها وسعت كل شئتبسم "
فإن .. الله ....
ما أشقاك إلا ليسعدك ..
وما أخذ منك إلا ليعطيك ...
وما أبكاك إلا ليضحكك ..
وما حرمك إلا ليتفضل عليك ..
وما ابتلاك .. إلا لأنه ..
" أحبك "
قال ابن القيم : قال بعض الصالحين :
يا بنى إن المصيبه ما جاءت لتهلكك وإنما جاءت لتمتحن صبرك وإيمانك
يا بنى القدر سبع ، والسبع لا يأكل الميته !!
(ربنا ولا تحملنا ما لاطاقه لنا به)
ღ