يقوم الماء بوظائف كثيرة في الجسم ولا تستمر الحياة من دونه، وقد يعيش الحيوان مدة طويلة من دون طعام، أو من دون تزويده بأحد العناصر الغذائية الضرورية، لكنه لا يستغني عن الماء إلا لفترة محدودة جدا، فهو أساس الحياة ول يمكن الاستمرار من دونه.
ونلخص الوظائف الأساسية للماء في ما يلي:
1 ـ يعتبر الماء الوسيط الذي تتم فيه جميع التفاعلات الكيميائية الحيوية في الجسم كعمليات الهضم والامتصاص والاستقلاب.
2 ـ الماء ضروري كوسيط لنقل العناصر الغذائية في عمليات الهضم والامتصاص والاستقلاب، وكذلك طرح الفضلات إلى خارج الجسم عن طريق البول والبراز والعرق.
3 ـ يعمل الماء على تنظيم حرارة الجسم بحيث لا تحدث فروق عالية بينها وبين حرارة الجو المحيط، وذلك عن طريق بخار الماء الذي يخرج في عملية التنفس وفي العرق، وهما وسيلتان لخفض درجة حرارة الجسم، وترطيبه عندما ترتفع درجة حرارة الجو عن حرارة الجسم.
4 ـ يدخل الماء في تركيب جميع الخلايا والأنسجة، وتختلف نسبته من نسيج إلى آخر، فهي في بلازما الدم حوالي 92%، وفي العضلات الإرادية 80%، وفي خلايا الدم الحمراء 70%، وفي الأنسجة الدهنية 20%.
5 ـ يعمل الماء على حفظ مرونة الأنسجة وليونتها ليسهل بذلك حركة العضلات والأعضاء والمفاصل، كما يحمي الماء الأنسجة من أثر الصدمات والرضوض.
6 ـ يعمل الماء كوسيط لحمل المواد الغذائية وأكسجين الهواء إلى جميع خلايا الجسم، كما يحمل ثاني أوكسيد الكربون إلى الرئتين للتخلص منه في هواء الزفير.
ويختلف احتياج الأطفال من الماء عن البالغين، ويلاحظ أيضا في الأطفال وجود كمية كبيرة من السائل خارج الخلايا Extracellular Fluid، مما يجعله سهل الفقدان.
أن احتياج الطفل للماء يرتبط بالسعرات الحرارية التي يتناولها وتركيز البول لديه، ويحتاج الطفل عموما حوالي 10 ـ 15% من وزنه ماء.
وتمثل نسبة السوائل في الرضيع حوالي 75% من وزن الجسم، في حين تمثل السوائل للذكر البالغ حوالي 57%، وللأنثى البالغة حوالي 47% من وزن الجسم.
وتحدث الوفاة عند فقدان 20% من ماء الجسم، وفقدان 10% يمثل خطورة على صحة الفرد.
ويمكن للشخص البالغ العيش في الطقس المعتدل من دون ماء لمدة عشرة أيام، والأطفال لمدة خمسة أيام فقط، في حين يمكن العيش من دون طعام لعدة أسابيع.
ويعتبر ماء الشرب من أهم مصادر المياه للجسم بصورة الماء النقي، كما تعد المشروبات الأخرى كالشاي، القهوة، المياه الغازية، اللبن، والحساء من المصادر المهمة.
ويعد الماء أحد المكونات الأساسية لكثير من الأغذية، خصوصا الفاكهة والخضر والعصائر. كما ينتج الماء من التفاعلات الكيميائية داخل جسم الإنسان أثناء عملية التمثيل الغذائي للأطعمة لإنتاج الطاقة.
تأثير الماء على صحة البشرة
وحول العلاقة بين الماء وصحة البشرة فإن الجلد هو أكبر أعضاء الجسم ويبلغ مساحة سطحه لدى البالغين حوالي 20 قدما تقريبا، وهو مرآة للجسم وشاهد على صحة الإنسان، فعند إصابة الإنسان بأي مرض لا سمح الله سواء جلدي أو داخلي تظهر الأعراض على الجلد بصورة واضحة.
ومن وظائف الجلد المهمة الحماية من الصدمات والوقاية من الميكروبات، والتحكم في الأشعة الضوئية الضارة، ومنع امتصاص ودخول المواد السامة، والمحافظة على النسبة الطبيعية للسوائل، وامتصاص الأدوية الموضعية واستخراج الفضلات الحيوية من الجسم كالعرق.
ونؤكد أن شرب الماء بكميات كافية ضروري جدا لنضارة وحيوية البشرة لأنه يمنح جميع خلايا الجسم بما فيها الجلد الرطوبة الكافية ويساعد على تجدد خلايا البشرة لتقوم بعملها على أفضل حال. كما أن شرب الماء له دور أساسي في تنظيم حرارة الجسم والتخلص من السموم إضافة إلى فوائده الكثيرة للدم والجهاز الهضمي والكلى وحماية الجسم من العديد من الأمراض.
في حين أن الجفاف له تأثير سلبي على أداء البشرة والعضلات ويؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق والتعب وقلة النشاط وفقدان القدرة على ضبط حرارة الجسم والإمساك وتكون حصى الكلى وجفاف العين والفم ونقص في القدرات الذهنية. ومن المعلوم أن كثرة الغسيل واستخدام الماء خارجيا تسبب جفاف الجلد.
وننبه الى نوع الماء المستخدم للغسيل فالماء «العسير» HARD WATER يحتوي على نسبة عالية من المعادن المذابة، بينما يحتوي الماء «اليسير» SOFT WATER على نسبة قليلة منها. وعليه فإن الماء العسير قد يسبب حكة جلدية عند الاستحمام بسبب تفاعل الأملاح مع رغوة الصابون مما يسبب ترسب الأملاح على سطح الجلد.
أن هذه الحكة بالامكان تفاديها باتباع النصائح التالية:
* استخدام ماء «يسير» قليل الأملاح
* استخدام جهاز منعم للماء
* إضافة منعم الماء الخاص مباشرة إلى ماء الغسيل
استخدام صابون قليل الرغوة FOAMLESS SOAP
وحول الفرق بين استخدام الماء اليسير والماء العسير لتنظيف الشعر، يوضح الدكتور علي الردادي أن الماء اليسير وهو الماء الذي يحتوي على نسبة قليلة من الأملاح المعدنية المذابة ليس له أي تأثير سيئ عند تنظيف الشعر.
في حين أن الماء العسير وهو الماء الكثير الأملاح المعدنية المذابة يؤدي عند استخدامه لتنظيف الشعر إلى حكة في فروة الرأس نتيجة تفاعل بعض أنواع الصابون وعدد قليل جدا من أنواع الشامبو معه مما يؤدي إلى ترسب هذه المواد الكيميائية على فروة الرأس.